الساعة الآن 2:30 في منتصف الليل هكذا أشارت ساعة الحائط في صالتنا ,,
همست لي أمي بـــ أنها لا تستطيع مقاومة سلطان نومها ,,
حسناً إذاً ســ أذهب أنا أيضاً إلى غرفتي فـــ أنا لا أحب أن أكون وحيده في الصاله ,,
اخذتني خطواتي لــ غرفتي ,, فتحت الباب ,, أضأت المصباح ,, وإذا بــ أصواتهن كادت تخرق أذني ,,
- أطفئي المصباح ,, وأغلقي الباب ,, وإلا فــ أخرجي من الغرفة ,, لم يكن هذا إلا صراخ شقيقاتي المعتاد كل ليله ,,
حسناً إذاً أمري إلى الله ,, ســ أغلق المصباح والباب ,, وأتوجه نحو سريري في الزاوية وقرب النافذة ,,
ذهبت إلى هناك أرتميت على السرير ,, وجهت بصري نحو الأعلى ,, ياإلــــهي لا أرى شيئاً ..! كل ما حولي مظلم ,, ولا شيء سوى السواد ,, والسواد فقط ,,
أوهام وأفكار زارتني بــ مجرد أن وضعت رأسي على الوسادة ,,
سكون مخيف ,, قلبي يخفق بشدة ,, كم انا خائفه ,, يا رب ألطف بــ قلبي ,,
وبعد ساعه وأكثر ...
لا أطيق الصمود ســـ أذهب لــ إضاءة االمصباح ذو الـ إنارة الخافتة لعلي أروي ناظري
بــ شيءٍ من الضوء ,, فــ سواد الغرفة يكاد يقتلني ,, تستحثني قدماي للمسير ,, أخطو على " عمى " فــ أنا لا أرى شيئاً من شدة الظلام ,,والسكون رهيييب فــ لا شيء يتهادى إلى مسمعي سوى صدى وقع أقدامي ,,
هاقد وصلت هاهو زر المصباح ,,
( تك .. تك ...) ما به لا يضيء ..!؟
أ يكون قد أحترق كــ سابقيه ..؟ .. لا ليس مجدداً علّي أن أبدله غداً أيضاً ,, ( رحماك ربي ),,
أستسلم لــ موقفي وأجر خطاي اليائسة نحو سريري أرتمي عليه كــ طفل خائف وجد حظن أمه ,,
أحضن وسادتي ,, وما زالت دموعي تمطرني ,, كـــــم أرقني السهاد ,, أحس أني متعبه ,, هالات سوداء تحت عيني
تماماً كــ كــ السواد الذي يملى جنبات غرفتنا ,,
ها هي الرابعة والنصف صوت المنبه نبهني لــ ذلك ,, أترك وسادتي وقد بللتها مياه عيني ,,
وأنهض لــ أصلي الوتر ,, أتوضأ وأسير نحو سجادتي قرب السرير ,, وما ان أسجد حتى أحس بـــ أننـــــي في عالم أخر
يااااااااه أي سكينة تلك التي تملىءُ قلبي ,, كم كنت أحتاجها منذ دقائق ,, أطيل في سجودي فــ أنا مرتاحه في هذا الوضع ,,
حتى أشعر بــ ذلك الخيال يقف خلفي وعند أخماس قدماي ,, دموع غزيرة تفر إلى مقلتي ,,
حتى تسقط على سجادتي فـ تبللها ,,
خوف عميييييييق يسكن مرابع فؤادي ,, ومناجاة أعمق أرسلها إلى خالقي ,, ومع هدوء المكان ,,
يتعالى صوت بكائي ودعائي الذي أعتدت أن أسمعه من أمي ,, ( يا خافي الألطاف نجني مما أخاف ) ..
أحس وأنا أردده ,, بــ أن شيئاً من ذلك السمى ( خوف ) يزول ,, لكن ما زالت جذوره ,,,
أنهض من سجادتي بعد السلام ,, أتجه نحو سريري مجدداً لكن هذه المرة أجلس وظهري مستند على الحائط ورائي
أنظر في وجوه شقيقاتي وبالكاد أرى تقاسيم وجوههن ,, تضحكني تصرفاتهن وهن نائمات ,,
على الأقل وجدت شيئاً يسليني ,, ويطرد الوساوس عني ,,
صوت عذب يسري في الحي ( الله أكبر .. الله أكبر .....) ها قد دخل الفجر وعيني لم تذق للنوم طعماً ,,
أحس بــ أسراب الراحة تتدفق على قلبي ,, لــ تغسل الباقي من خوفي ,, أخطو لـ فتح الباب ثم أتجه إلى الصاله
التي تركتها في الثانية والنصف ,, أفتح التلفاز لــ إقامة الصلاة في الحرم ,, أصلي ثم يستيقظ أخوتي
ونستعد للذهاب للمدرسه ,, يومٌ حافل ,.. وحصص ومواقف كثيره ,, ناهيك عن ضجيج الطالبات في الساحه ,,
اااااه رأسي يكاد ينفجر ,, وما إن يدق جرس بــ الإنصراف ,, أذهب للمنزل وأرتمي كــ قطعة قماش مهترئة
فاليوم أيضاً تنتظرني ليلة مظلمة ,, كــ أخواتها السابقات ,,
عجباً لــ قلبكِ أميـــــرة ..! ألا يعرف للشجاعة طعماً ..؟؟ ....مع أنكِ تحبين الليل ,,
ــــ نعم .. لكن بــ لا أوهام ..
. . { نبضة } . .
لا يمكن لـ أحد أن يعقل الخوف المنسوج داخلي ( غيري ) ,,
ولن يفهمني أحد إن وصفته ,, هذا إن أستطعت أن أصفه ,,
لذا ســ أدعهم ينعتونني بــ الخوافه .. فــ خوفي الدائم أكبر من أن تراه أعينهم ,,